هشاشة العظام: الأسباب، الأعراض، الوقاية والعلاج
تُعد هشاشة العظام من أكثر الأمراض الشائعة التي تؤثر على الهيكل العظمي، حيث تُصبح العظام ضعيفة وهشة، مما يجعلها أكثر عرضة للكسر حتى من أقل الإصابات أو الضغط. يُطلق عليها أيضًا اسم "المرض الصامت"، لأن الكثير من الأشخاص قد لا يشعرون بأي أعراض حتى تحدث كسور.
في هذه المقالة، سنتناول أسباب هشاشة العظام، أعراضها، طرق الوقاية و علاجها.
ما هي هشاشة العظام؟
هشاشة العظام هي حالة طبية تحدث عندما تفقد العظام كثافتها المعدنية وتصبح هشة وضعيفة. يمكن أن تحدث هذه الحالة نتيجة لانخفاض كتلة العظام أو تدهور هيكلها الداخلي.
الكثافة العظمية: هي مقياس لقوة العظام، حيث تشير الكثافة العالية إلى عظام أقوى وأكثر قدرة على تحمل الضغط.
عند انخفاض كثافة العظام، تصبح العظام أكثر عرضة للكسر حتى بسبب الأنشطة اليومية العادية مثل السعال أو الانحناء.
أسباب هشاشة العظام
تعد هشاشة العظام مرضًا تدريجيًا غالبًا ما يحدث على مر السنين. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ضعف العظام، منها:
1. العوامل الوراثية
التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بهشاشة العظام، يزيد احتمالية الإصابة.
العرق والجنس: النساء، خاصةً من الأعراق الأوروبية والآسيوية، أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالرجال.
2. انخفاض مستويات هرمون الإستروجين والتستوستيرون
عند النساء بعد سن اليأس، يؤدي انخفاض مستويات هرمون الإستروجين إلى انخفاض كثافة العظام.
نقص التستوستيرون لدى الرجال يمكن أن يساهم في تدهور صحة العظام.
3. نقص الكالسيوم وفيتامين D
يعتبر الكالسيوم العنصر الأساسي لبناء العظام. إذا كان النظام الغذائي لا يحتوي على كميات كافية من الكالسيوم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف العظام.
فيتامين D يساعد في امتصاص الكالسيوم، وبالتالي نقصه يؤثر على صحة العظام.
4. العوامل البيئية
قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة يزيد من احتمال حدوث هشاشة العظام.
التدخين: يضعف من كثافة العظام ويقلل من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم.
الكحول: الإفراط في شرب الكحول يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.
5. الأمراض والعلاج الطبي
الأمراض المزمنة مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، مرض السكري، التهاب المفاصل الروماتويدي تؤدي إلى زيادة خطر هشاشة العظام.
الأدوية مثل الكورتيزون (الستيرويدات) قد تؤدي إلى ضعف العظام مع الاستخدام الطويل.
أعراض هشاشة العظام
عادةً لا تظهر أعراض واضحة حتى تحدث الكسور. ومع ذلك، يمكن أن تشمل العلامات المبكرة:
آلام الظهر: قد تكون ناتجة عن كسور في الفقرات.
فقدان الطول: قد يلاحظ الأشخاص المصابون هبوطًا في طولهم مع مرور الوقت.
الكسور المتكررة: قد تحدث كسور بسيطة نتيجة سقوط بسيط أو ضغط خفيف.
وضعية الجسم المنحنية: في الحالات المتقدمة قد يظهر انحناء في العمود الفقري، مما يؤدي إلى تحدب الظهر.
تشخيص هشاشة العظام
يتم تشخيص هشاشة العظام من خلال عدة اختبارات، أهمها:
1. قياس كثافة العظام (DEXA)
هو الاختبار الأكثر شيوعًا لقياس الكثافة العظمية. يتم عبر أشعة سينية منخفضة الطاقة لقياس كثافة العظام، خصوصًا في الفخذ، العمود الفقري، والرسغ.
إذا كانت النتيجة منخفضة، يتم تصنيف الشخص على أنه مُعرض للإصابة بالهشاشة أو أنه مصاب بها.
2. الفحوصات الإضافية
تحليل الدم والبول للكشف عن أي مشاكل صحية قد تكون تساهم في هشاشة العظام.
فحص الكالسيوم وفيتامين D للتأكد من مستوياتهم في الجسم.
علاج هشاشة العظام
يعتمد العلاج على الوقاية من الكسور وتقوية العظام. تشمل خيارات العلاج ما يلي:
1. الأدوية
البايفوسفونيت (مثل: الزينو و البيسفوسفونات) تساعد في تقوية العظام من خلال تقليل تدمير العظام.
هرمونات الإستروجين والتستوستيرون: يمكن أن تساعد في موازنة مستويات الهرمونات التي تؤثر على صحة العظام.
مثبطات RANKL: مثل دينوسوماب، والتي تعزز كثافة العظام.
مكملات الكالسيوم وفيتامين D: لتقوية العظام وتحسين امتصاص الكالسيوم.
2. العلاج الطبيعي والتمارين
التمارين الرياضية: مثل التمارين الهوائية ورفع الأثقال (التي تحمل الوزن) تساعد في زيادة كثافة العظام وتقويتها.
العلاج الطبيعي: يساعد في تحسين التوازن والقوة العضلية، مما يقلل من خطر السقوط والكسور.
3. التغييرات في نمط الحياة
التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب، الزبادي، الخضراوات الورقية، وكذلك الأسماك مثل السلمون، بالإضافة إلى فيتامين D من المصادر الشمسية أو المكملات.
الإقلاع عن التدخين و الإقلاع الكحول.
الرياضة المنتظمة: تساهم في تقوية العظام وتحسين التوازن.
الوقاية من هشاشة العظام
يمكن تجنب أو تقليل خطر
الإصابة بهشاشة العظام من خلال:
✔️
تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم
وفيتامين D من سن مبكرة.
✔️
ممارسة الرياضة بانتظام،
خاصةً التمارين التي تحمل الوزن مثل
المشي، الركض، رفع الأثقال.
✔️
تجنب التدخين والإفراط في شرب
الكحول.
✔️ الحفاظ على
وزن صحي، حيث أن السمنة أو النحافة الزائدة
قد تزيد من خطر الإصابة.
✔️ إجراء
فحوصات دورية لكثافة العظام خاصةً للنساء
بعد سن اليأس والرجال فوق سن الـ70.
الخاتمة
هشاشة العظام مرض تدريجي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة ويزيد من خطر الإصابة بالكسور. لكن يمكن الوقاية منها والعلاج إذا تم اكتشافها مبكرًا واتباع نمط حياة صحي. إذا كنت تعاني من أي أعراض أو لديك عوامل خطر للإصابة بهشاشة العظام، يجب استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والبدء بالعلاج المناسب.