التهاب الأعصاب: الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج
يُعد التهاب الأعصاب من الحالات الطبية الشائعة التي تؤثر على الجهاز العصبي المحيطي أو المركزي، وتتنوع أسبابه وأعراضه بشكل كبير. في هذه المقالة، نعرض لك نظرة شاملة حول هذا المرض: من الأسباب إلى طرق التشخيص وأحدث أساليب العلاج.
ما هو التهاب الأعصاب؟
التهاب الأعصاب (Neuritis) هو حالة مرضية تحدث نتيجة تهيج أو تلف في الأعصاب، مما يؤدي إلى ضعف في الوظائف العصبية، مثل الإحساس أو الحركة. يمكن أن يصيب عصبًا واحدًا أو مجموعة من الأعصاب، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بألم، وخدر، وتنميل.
أسباب التهاب الأعصاب
تتنوع الأسباب المؤدية إلى التهاب الأعصاب، ومن أبرزها:
1. العدوى
فيروسات مثل فيروس الهربس البسيط، وفيروس إبشتاين بار.
البكتيريا مثل مرض لايم أو الزهري.
2. الأمراض المزمنة
السكري: من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الأعصاب الطرفية.
أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتصلب المتعدد.
3. التعرض للسموم
التسمم بالرصاص أو الزرنيخ.
الكحول المفرط وتأثيره السام على الأعصاب.
4. نقص الفيتامينات
خاصة فيتامين B1، B6، وB12 الضروريين لصحة الأعصاب.
5. الإصابات الجسدية
الإصابات المباشرة للأعصاب بسبب الحوادث أو الجراحة.
أعراض التهاب الأعصاب
تختلف الأعراض حسب نوع العصب المتأثر (حسي، حركي، أو مختلط)، وتشمل:
ألم حارق أو طاعن في الأطراف.
خدر وتنميل في اليدين أو القدمين.
ضعف العضلات أو الشلل في بعض الحالات.
فقدان التوازن والتنسيق.
فرط التحسس عند لمس الجلد.
في بعض الحالات المتقدمة، قد تظهر تقرحات أو التهابات جلدية.
تشخيص التهاب الأعصاب
يتطلب تشخيص التهاب الأعصاب نهجًا متكاملاً يشمل:
1. الفحص السريري
فحص ردود الأفعال العصبية وقوة العضلات.
2. التحاليل المخبرية
تحليل الدم للكشف عن وجود التهابات، أمراض مناعية، أو نقص الفيتامينات.
3. تخطيط الأعصاب والعضلات (EMG/NCS)
لتقييم كفاءة التوصيل العصبي.
4. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
للكشف عن التهابات أو تلف في الأعصاب أو النخاع الشوكي.
5. خزعة العصب (في حالات نادرة)
لفحص الأنسجة العصبية تحت المجهر.
علاج التهاب الأعصاب
يعتمد العلاج على السبب الكامن، ويشمل ما يلي:
1. العلاج الدوائي
مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب.
مضادات الاكتئاب ومضادات الصرع مثل جابابنتين لتخفيف ألم الأعصاب.
الستيرويدات لعلاج الحالات الالتهابية.
مضادات حيوية أو مضادات فيروسية عند وجود عدوى.
2. العلاج الفيزيائي
لتحسين حركة العضلات ومنع فقدان القدرة الحركية.
3. تعديل نمط الحياة
السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري.
التوقف عن تناول الكحول.
تناول نظام غذائي غني بالفيتامينات الضرورية لصحة الأعصاب.
4. العلاج المناعي
مثل الجلوبولين المناعي الوريدي (IVIG) أو البلازمافريز في حالات المناعة الذاتية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
ينصح بزيارة الطبيب فورًا في الحالات التالية:
استمرار الألم العصبي لأكثر من بضعة أيام.
فقدان مفاجئ للإحساس أو الحركة.
أعراض تشير إلى ضعف أو شلل عضلي.
الخلاصة
التهاب الأعصاب مرض يمكن أن تكون له مضاعفات خطيرة إذا لم يُشخَّص ويُعالج مبكرًا. لذلك، من الضروري الانتباه للأعراض الأولى واستشارة الطبيب لتحديد السبب وبدء العلاج المناسب. العناية بصحة الأعصاب تبدأ من نمط حياة صحي وفحوصات دورية، خاصة لمرضى السكري أو من لديهم عوامل خطورة عالية.