فحص البروستاتا
البروستاتا هي غدة صغيرة بحجم حبة الجوز تقع أسفل المثانة وتحيط بالإحليل (الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم). تلعب البروستاتا دورًا مهمًا في إنتاج السائل المنوي، وهو السائل الذي يحمل الحيوانات المنوية. يمكن أن تصاب البروستاتا بعدد من الحالات الصحية، مثل تضخم البروستاتا الحميد، والتهاب البروستاتا، وأورام البروستاتا، بما في ذلك السرطان.
1. لماذا يتم فحص البروستاتا؟
يتم إجراء فحص البروستاتا لأسباب عدة، وأهمها:
الكشف عن سرطان البروستاتا: يعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، خاصة مع التقدم في العمر. لذلك، يُنصح بالفحص الدوري للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم فوق 50 عامًا، أو أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
تشخيص تضخم البروستاتا الحميد (BPH): وهو حالة شائعة لدى كبار السن، حيث يحدث تضخم غير سرطاني في البروستاتا يؤدي إلى صعوبة في التبول.
تشخيص التهاب البروستاتا: والذي يمكن أن يسبب ألمًا وحرقًا أثناء التبول، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى الحمى.
2. أنواع الفحوصات المستخدمة لتقييم البروستاتا:
هناك عدة فحوصات تُستخدم لتقييم صحة البروستاتا:
أ. الفحص الرقمي للمستقيم (DRE):
كيفية إجراء الفحص: يتم إدخال إصبع طبيب الفحص (مرتديًا قفازًا) في المستقيم لفحص البروستاتا من خلال جدار المستقيم. يساعد هذا الفحص الطبيب على تقييم حجم البروستاتا، وتحديد ما إذا كانت هناك أي كتل أو تضخم غير طبيعي.
التقييم: في حالة وجود أي تغييرات مثل كتل أو صلابة في البروستاتا، قد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشاكل، مثل التهاب البروستاتا أو سرطان البروستاتا.
متى يُجرى: يُنصح به عادة في الزيارات الروتينية للأشخاص فوق سن 50 عامًا أو أولئك الذين لديهم أعراض مشابهة.
ب. اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA):
ما هو اختبار PSA؟ هو اختبار دم يقيس مستوى المستضد البروستاتي النوعي (PSA)، وهو بروتين تفرزه البروستاتا. يمكن أن تشير المستويات العالية من PSA إلى وجود مشاكل في البروستاتا، مثل تضخم البروستاتا الحميد، التهاب البروستاتا، أو سرطان البروستاتا.
المستويات الطبيعية: عادةً ما تكون مستويات PSA أقل من 4 نانوغرام/مل، ولكن قد تكون المستويات أعلى قليلاً عند كبار السن. مستويات PSA المرتفعة لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان، ولكنها تشير إلى الحاجة لمزيد من الفحوصات.
متى يُجرى: يُوصى بهذا الاختبار للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، أو في سن مبكر إذا كان لديهم تاريخ عائلي من السرطان أو لديهم عوامل خطر أخرى.
ج. الفحص بالموجات فوق الصوتية للبروستاتا:
كيفية إجراء الفحص: يتم إدخال جهاز الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم (TRUS) للحصول على صور دقيقة للبروستاتا. يُستخدم هذا الفحص لتقييم الحجم والمظهر الداخلي للبروستاتا.
استخداماته: يمكن أن يساعد في تشخيص تضخم البروستاتا الحميد، ورصد السرطان، أو توجيه الطبيب أثناء إجراء الخزعة.
د. خزعة البروستاتا:
كيفية إجراء الخزعة: إذا كانت الفحوصات السابقة تشير إلى احتمال وجود سرطان، قد يتم أخذ عينة من أنسجة البروستاتا باستخدام إبرة موجهة من خلال الموجات فوق الصوتية أو الفحص الرقمي للمستقيم.
الهدف: تساعد الخزعة في تأكيد وجود الخلايا السرطانية في البروستاتا وتحديد مدى تقدم المرض.
3. من يجب عليه الخضوع لفحص البروستاتا؟
يجب أن يُنصح الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50-70 عامًا بالخضوع لفحص دوري للبروستاتا، خصوصًا إذا كان لديهم عوامل خطر مثل:
تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا.
وجود أعراض مرتبطة بالبروستاتا مثل صعوبة التبول أو الشعور بالألم.
الرجال من أصول إفريقية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا في سن مبكرة، ولذلك يُوصى لهم بالخضوع للفحص في سن مبكرة (حوالي 45 عامًا).
4. المخاطر والآثار الجانبية لفحص البروستاتا:
الفحص الرقمي للمستقيم (DRE): قد يسبب بعض الانزعاج، ولكن لا يعتبر مؤلمًا عادة. قد يشعر بعض الأشخاص بالحرج أثناء الفحص، لكنه يعد إجراءً مهمًا للكشف المبكر.
اختبار PSA: قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة في بعض الأحيان، حيث يمكن أن تكون المستويات العالية من PSA ناتجة عن أسباب غير السرطان مثل التهاب البروستاتا أو تضخم البروستاتا الحميد.
الخزعة: عملية الخزعة قد تكون مصحوبة بألم طفيف أو نزيف مؤقت من المستقيم، وأحيانًا قد يصاب المريض بعدوى.
5. النتائج المتوقعة:
الفحص الرقمي (DRE): إذا اكتشف الطبيب أي تغييرات غير طبيعية مثل كتل أو مناطق صلبة، فقد يتطلب الأمر إجراء فحوصات إضافية مثل اختبار PSA أو الخزعة.
اختبار PSA: نتائج مرتفعة من PSA لا تعني دائمًا وجود سرطان البروستاتا. قد تحتاج النتائج المرتفعة إلى مزيد من التحقيقات مثل الأشعة أو الخزعة لتأكيد التشخيص.
الفحص بالموجات فوق الصوتية أو الخزعة: يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كانت هناك أي خلايا سرطانية في البروستاتا وتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر.
6. الخلاصة:
فحص البروستاتا هو جزء أساسي من رعاية صحة الرجال، خاصة لأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا أو أولئك الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بمشاكل البروستاتا. يساعد الفحص في الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، والتعامل مع مشاكل مثل تضخم البروستاتا الحميد أو التهاب البروستاتا، مما يسمح بالعلاج المبكر والفعال.