الاهتمام بالشروخ الشرجية بعد الولادة: كيفية التعامل مع هذه الحالة والتعافي منها

 


الاهتمام بالشروخ الشرجية بعد الولادة: كيفية التعامل و التعافي منها

الشروخ الشرجية هي شقوق أو تمزقات صغيرة في الجلد حول فتحة الشرج، وهي حالة شائعة قد تحدث بعد الولادة، خاصة إذا كانت الولادة معقدة أو إذا كانت هناك صعوبة في دفع الجنين خلال عملية الولادة. يمكن أن تكون هذه الشروخ مؤلمة وتسبب بعض الانزعاج، ولكن مع العناية المناسبة، يمكن الشفاء منها بسرعة وفعالية. في هذا المقال، سنتناول كيفية العناية بالشروخ الشرجية بعد الولادة لضمان التعافي السريع وتجنب المضاعفات.

ما هي الشروخ الشرجية؟

الشروخ الشرجية هي تمزقات في الجلد المحيط بالشرج. يمكن أن تحدث نتيجة للإجهاد الكبير أثناء الولادة أو بسبب الضغط المفرط على المنطقة أثناء الدفع. قد تحدث أيضًا بسبب الإمساك أو التوتر العضلي في تلك المنطقة. بينما قد تكون الشروخ الشرجية بسيطة في البداية، يمكن أن تصبح أكثر إيلامًا إذا لم تتم معالجتها بشكل صحيح.

أعراض الشروخ الشرجية بعد الولادة

قد تظهر بعض الأعراض التي تشير إلى وجود شروخ شرجية بعد الولادة، ومنها:

  • ألم حاد أثناء أو بعد حركة الأمعاء: الألم قد يكون شديدًا بشكل خاص بعد مرور بضع ساعات من الإخراج.

  • نزيف خفيف: قد يلاحظ النزيف البسيط عند التبرز.

  • حكة أو تورم حول فتحة الشرج.

  • إحساس بالتهيج أو الإحساس بوجود شيء غريب في المنطقة المصابة.

كيفية العناية بالشروخ الشرجية بعد الولادة؟

1. الراحة ورفع القدمين

تجنب الضغط الزائد على منطقة الشرج عن طريق الجلوس براحة خلال فترات الراحة. يمكن أن تساعد وضعية رفع القدمين عند الجلوس على تخفيف الضغط على المنطقة.

2. استخدام حمام المقعدة الدافئ

أحد العلاجات الشائعة للشروخ الشرجية بعد الولادة هو الحمام الدافئ. يمكنك الجلوس في ماء دافئ (يصل إلى منطقة الحوض) لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات في اليوم. يساعد هذا على تهدئة المنطقة المتضررة وتخفيف الألم.

3. استخدام الكريمات والمراهم المهدئة

قد يوصي الطبيب باستخدام كريمات تحتوي على مكونات مهدئة مثل الهيدروكورتيزون أو المراهم التي تحتوي على زيت اللافندر أو الألوة فيرا. هذه المنتجات تساعد في تقليل التورم والتهيج وتسريع عملية الشفاء.

4. الحرص على التغذية الجيدة

من المهم تجنب الإمساك لأن التبرز الصعب يمكن أن يؤدي إلى زيادة تضرر الشروخ الشرجية. يمكنك تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات، واستخدام المكملات الغذائية مثل الألياف أو المسهلات الطبيعية إذا كان الإمساك يمثل مشكلة.

5. شرب الكثير من السوائل

شرب كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى يساعد في تقليل الإمساك ويجعل حركة الأمعاء أكثر سهولة. يُنصح بشرب من 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا.

6. تجنب الضغط أثناء التبرز

إذا شعرت بأنك بحاجة للتبرز، حاول أن تذهب إلى المرحاض في أقرب وقت ممكن ولا تؤجل الأمر. يمكن أن يؤدي التأجيل المستمر إلى الضغط الزائد على منطقة الشرج، مما يفاقم الألم ويسبب مزيدًا من الضرر.

7. استخدام المناديل المبللة بدلاً من ورق التواليت العادي

استخدام ورق تواليت ناعم قد يسبب المزيد من التهيج والاحتكاك. لذلك، يمكن استخدام المناديل المبللة الخاصة بالعناية بالبشرة الحساسة أو التي تحتوي على مكونات مهدئة مثل الألوة فيرا. من المهم أيضًا تجنب مسح المنطقة بقوة.

8. استشارة الطبيب لاستخدام العلاجات المناسبة

في بعض الحالات، قد يحتاج الأمر إلى علاجات أكثر تخصصًا. يمكن للطبيب أن يوصي باستخدام مراهم موضعية تحتوي على مخدرات موضعية لتخفيف الألم. في بعض الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إجراء تدخل طبي أو جراحة صغيرة لإصلاح الشروخ الشرجية إذا لم تلتئم بالعلاجات التقليدية.

الوقاية من الشروخ الشرجية بعد الولادة

لمنع حدوث شروخ شرجية في المستقبل بعد الولادة، يمكن اتباع بعض الخطوات الوقائية:

  • تجنب الإمساك: من خلال اتباع نظام غذائي غني بالألياف، وشرب الكثير من السوائل.

  • التمارين المساعدة: من المفيد ممارسة تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض وتعزيز التعافي بعد الولادة.

  • العناية بنظافة المنطقة: الحفاظ على نظافة المنطقة المصابة دون فرك أو ضغط مفرط عليها.

متى يجب زيارة الطبيب؟

في بعض الحالات، قد تكون الشروخ الشرجية بعد الولادة أكثر تعقيدًا وتتطلب استشارة طبية عاجلة. يجب عليك استشارة الطبيب إذا:

  • كان الألم لا يخف أو يزداد سوءًا.

  • لاحظت نزيفًا شديدًا أو مستمرًا.

  • كانت هناك صعوبة في التبرز على الرغم من تناول الأدوية الموصى بها.

  • لاحظت أي علامات على العدوى مثل الاحمرار أو الحرارة حول المنطقة.

الخاتمة

الشروخ الشرجية بعد الولادة هي مشكلة شائعة لكنها عادة ما تكون قابلة للعلاج والشفاء التام مع العناية الصحيحة. من خلال اتباع النصائح التي تم تقديمها، يمكنك تسريع عملية التعافي وتقليل الألم والانزعاج. لا تترددي في استشارة الطبيب إذا كانت الأعراض شديدة أو لم تختفي بعد فترة من العلاج المنزلي، لضمان الشفاء التام والوقاية من المشاكل المستقبلية.



تعليقات